في عالم الإسلام الغني بالمذاهب والفرق، يبرز مذهب الإسماعيلية كواحد من أكثر المذاهب إثارة للجدل والمناقشات بين العلماء والمفكرين المسلمين. فهل يعتبر مذهب الإسماعيلية صحيحاً وفقاً للمعايير الإسلامية؟ هذا السؤال يحتاج إلى تحليل متعمق من عدة زوايا.

الجذور التاريخية للإسماعيلية

تنتمي الإسماعيلية إلى فرع الشيعة في الإسلام، وتحديداً إلى ما يعرف بـ”الشيعة السبعية”. يعود أصل التسمية إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، الذي يعتبرونه الإمام السابع. نشأت هذه الفرقة في القرن الثاني الهجري، وتطورت عبر العصور لتصبح لها منظومة فكرية وعقائدية خاصة.

العقائد الأساسية للإسماعيلية

يتميز المذهب الإسماعيلي بعدة عقائد رئيسية:1. الإمامة: يؤمنون بسلسلة متصلة من الأئمة المعصومين2. الباطنية: يعتقدون بوجود معانٍ باطنية للقرآن تخالف الظاهر3. التأويل: لهم منهج خاص في تفسير النصوص الدينية

موقف أهل السنة والجماعة

يرى معظم علماء أهل السنة أن المذهب الإسماعيلي يحتوي على انحرافات عقائدية خطيرة، أهمها:- إنكار بعض صفات الله تعالى- القول بتحريف القرآن الكريم- الاعتقاد بوجود أئمة معصومين بعد النبي صلى الله عليه وسلم- المبالغة في تقديس الأئمة إلى حد الشرك

الأدلة من القرآن والسنة

يستند منتقدو الإسماعيلية إلى العديد من الأدلة، منها:- قوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم” (المائدة:3) مما ينفي الحاجة إلى أئمة معصومين- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي”

الخلاصة

بعد النظر في عقائد الإسماعيلية ومقارنتها بأصول الإسلام كما جاء في الكتاب والسنة، يتبين أن هذا المذهب يحتوي على انحرافات عقدية خطيرة تخالف إجماع الأمة الإسلامية عبر العصور. لذلك لا يمكن اعتباره مذهباً صحيحاً وفق المعايير الإسلامية الأساسية.

ينصح المسلمون بالتمسك بما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، والابتعاد عن الفرق التي تخالف أصول الدين الثابتة. والله أعلم بالصواب.