في عالم يتسم بالضغوط والتحديات اليومية، أصبح النسيان هبة ثمينة قد نغفل عن قيمتها. لكن ماذا لو أخبرتك أن “يمكن نسي فايا يونان” (أي “يمكن نسيان الأشياء المؤلمة”) ليس مجرد عبارة، بل فلسفة حياة تعيد تعريف علاقتنا بالذاكرة؟

لماذا نحتاج إلى فن النسيان؟

أثبتت الدراسات أن العقل البشري مصمم لحفظ التجارب السلبية بدقة أكبر من الإيجابية – وهي آلية بقاء تطورية. لكن في القرن الحادي والعشرين، تحولت هذه الميزة إلى عبء:

  • الذاكرة العاطفية: تبقى المشاعر المصاحبة للذكريات المؤلمة نشطة حتى بعد ضبابية التفاصيل
  • إرهاق القرارات: كل ذاكرة مخزنة تساهم في “تلوث عقلي” يقلل إنتاجيتنا
  • الابتكار المكبوت: العقل المليء بالتفاصيل القديمة يفقد مرونة التفكير خارج الصندوق

تقنيات عملية لـ “نسي فايا يونان”

1. الكتابة الإبهامية

أثبتت جامعة كاليفورنيا أن كتابة التجارب الصعبة ثم تمزيق الورق يخدع العقل بأن الحدث “انتهى”، مما يقلل نشاط اللوزة الدماغية بنسبة 40%.

2. إعادة التخيل

غيّر نهاية الذكرى المؤلمة في خيالك عدة مرات. بعد 5-7 محاولات، يبدأ العقل بمعالجة الحدث كخيال بدلاً من ذكرى حقيقية.

3. النسيان الموسمي

خصص فصلاً من السنة (مثل الشتاء) لمراجعة الذكريات القديمة، واترك باقي الفصول “خالية” من الماضي.

النسيان الذكي ≠ الإهمال

الفرق الجوهري بين الفلسفة العربية الأصيلة “يمكن نسي فايا يونان” والهروب من الواقع:

النساء الانتقائي: نسيان المشاعر مع الاحتفاظ بالدروس
التطهير الرقمي: حذف الصور/المحادثات القديمة يحرر مساحة ذهنية
الذاكرة السائلة: السماح للذكريات بالتغير طبيعياً كما تتغير ذكريات الطفولة

الخاتمة: قوة النسيان الإبداعي

في ثقافة تدفعنا نحو التوثيق المفرط لكل لحظة، يصبح النسيان فعل تمرد إيجابي. كما قال ابن خلدون: “النسيان بوابة الحكمة”. جرب أن تخصص 10 دقائق يومياً لممارسة “يمكن نسي فايا يونان”، وستلاحظ كيف تتحرر طاقتك الإبداعية وتتسع مساحة الحاضر في حياتك.

تذكر: بعض الذكريات أشبه بضيف ثقيل… وأحياناً أجمل ما نقدمه لأنفسنا هو أن ننسى إعداد الكرسي له!