2025-07-04
في 25 يونيو 1982، شهد ملعب “إلمولينون” في خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم، عندما واجهت الجزائر ألمانيا الغربية في المجموعة الثانية من البطولة. هذه المباراة التي انتهت بفوز الجزائر 2-1، أصبحت علامة فارقة ليس فقط في كرة القدم الجزائرية ولكن في التاريخ الكروي العالمي.
البداية الصادمة
دخلت الجزائر المباراة كلاعب خارجي، حيث لم يتوقع أحد أن تتمكن من منافسة العملاق الألماني الذي كان يضم نجومًا مثل كارل-هاينز رومينيغه وبول برايتنر. لكن الفريق الجزائري بقيادة المدرب رشيد مخلوفي أثبت أن الإرادة أقوى من التوقعات.
سجل الرباعي الخياري هدف التقدم للجزائر في الدقيقة 54، ليصدم الجميع ويهز شباك الحارس الألماني هارالد شوماخر. وعلى الرغم من تعادل ألمانيا عبر كلاوس فيشر في الدقيقة 67، إلا أن لخضر بلومي أعاد التقدم للجزائر بعد دقيقتين فقط بهدف تاريخي.
رد فعل العالم
أثار فوز الجزائر ضجة كبيرة في الأوساط الكروية العالمية. الصحف الأوروبية وصفت النتيجة بأنها “زلزال كروي”، بينما احتفل العالم العربي والإفريقي بهذا الإنجاز غير المسبوق.
لكن الفرحة الجزائرية لم تكتمل بسبب الأحداث اللاحقة في البطولة، حيث تعرضت لـ”مؤامرة خيخون” الشهيرة عندما تعمدت ألمانيا والنمسا تحقيق نتيجة محددة في مباراتهما لضمان تأهلهما معًا وإقصاء الجزائر.
إرث المباراة
غيرت هذه المباراة قواعد كأس العالم إلى الأبد، حيث فرضت الفيفا بعدها نظامًا جديدًا يلزم بإقامة المباريات الأخيرة في المجموعات في نفس التوقيت لمنع التلاعب بالنتائج.
أصبح هذا الفوز رمزًا للكبرياء الوطني الجزائري، ودليلًا على أن الفرق الصغيرة يمكنها هزيمة العملاق بفضل الروح القتالية والتنظيم الجيد. حتى اليوم، لا يزال الجزائريون يحتفون بهذا الإنجاز التاريخي الذي وضع كرة القدم الجزائرية على الخريطة العالمية.
ختامًا، تبقى مباراة الجزائر وألمانيا 1982 درسًا في الإرادة والتحدي، وذكرى خالدة في ذاكرة عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم.